أشعار أنمــار أشعاري اكتبها بين حين وآخر، قد تكون واقعية وقد لا تكون، إنها ألعابي، أحبابي، خيالاتي التي أهرب بها مني

لم تكن هنا 2  65  Dam

وفجأةً
يختفي صدام
ويذهب كل من كان له علاقة
كأنه أوهام
أو خيال ... أو أحلام
تختفي الصور من التلفاز
والملصقات والأشعار الرنانة والأصنام
فجأةً ...
بسرعة ... كأنه لم يكن هنا
قبل أيام
عدي وقصي وعبد حمود
وكل من له علاقة بالأمن الخاص
والأمن العام
وتصبح بغداد ... بلا صدام
كأنها أمٌ ... تناجي الحمام
تسأل المارة عن ولدها الذي فقدته
منذ عام
لا أحد في القصر الجمهوري
ولا أحد في وزارة الاعلام
لا أمن على أبواب السجون
ولا رفاق حزب
ولا حتى رجل مرور
أو ++++
--------
فلم يعد الحزب يحكم هنا
لم يعد له أصلاً أثر ... أو أقدام
فتتحول مقرات الحزب الى تجمعات اسلامية
شبه حكومية ... شبه أهلية ... شبه شعبية
وتبدأ رائحة الماضي العفنة
تظهر للأنام
--------
أنفاقٌ ... كانت هنا
سراديب ... ومساجين لم يروا النور
منذ أعوام
وصور ووثائق وأفلام
تحكي كيف كانت هذه المدينة
لعدة أعوام
وكيف كان يعبث بها صدام
--------
كلا ... لم تكن هنا
وترى كيف تسقط من أماكنها الأصنام
وكيف يتنفس الناس الهواء
رغماً عن أنف صدام
وزبانية صدام
وما قد أنتجه توجهه والحرام
لم تر البشر يعيشون بحرية
يعبرون عن الرأي العام
يصلون ...
ويحزنون ...
ويفرحون ...
بلا صدام
كأنهم كانوا هم مساجين الأنفاق
يخرجون فجأةً الى الهواء
لا يصدقون انهم قد تخلصوا الى الأبد
من صدام
وفدائيي صدام
ومن الحزب
وقوات الطواريء
والحرس الجمهوري
ومن كل تلك القوى
التي كانت يبذخ عليها لقمع الأنام
بينما يعيش الشعب في حرمان
طبعاً ... فنحن في حصار
--------
لم تكن هنا
كأننا ولدنا من جديد
نشرب الماء ونأكل ونستزيد
كأننا كنا في حلم واستيقظنا
فليس هنا شيءٌ من صدام
ولا شيءٌ من أيامه الكاذبة

الثلاثاء
22 نيسان
2003



صورة الكتاب

قطع ذات علاقة

blog comments powered by Disqus