لم تكن هنا
لترى
ما رأينا
لم تدمع عيناك على منظر دجلة
وهو يصيح فينا
لم ترَ الشوارع القفار
والمحال المغلقة بالبناء
لم ترَ ليل بغداد بلا أنوار
والسماء الممتلئة بالنار
لم تكن هنا ... لتسمع
ما يفعلون بالأبرياء
وبالأطفال والأسواق والأبكار
فلا تسألني ... لأن الكلام لا ينفع
لم تر منظر الناس وهم مهمومون
وكيف تنوح الأم على طفلها الوليد
عندما كان يلعب في السوق
فأصابته شظية صاروخ جديد
سقط في وسط السوق
--------
فلا تسألني
لأنني لن أوصل لك ما تريد
مهما حاولت أن أتوسع
كيف ان أباً وولديه
هربوا دون جثة أمهم الى الفاو
تركوها خلفهم ملقاة على الطريق
لأنهم لم يستطيعوا أن ينقذوها
لم تر جنوداً صغار
بأعمار الورود
يجبرون على التقدم الى الأمام
دون سلاح
دون حجارةً يقاتلون فيها
وحدهم أمام العدو البشع
فقط كي يدافعوا عن صدام
وكيف ان فرق الاعدام تتربص بهم
بمن يتجرأ ... ويتراجع
لم تر أكوام اللحم البشري
ملقاة على الطريق السريع
ممزوجةً بالدماء
والتراب
والأسفلت
والدمع
وكتل من حديد أسود
كانت من قبل تسمى سيارات
كأنهم يصرخون بنا
ألا ترون ؟
ألا تعتقدون بأننا بشر ؟
لنا الحق في الحياة كما أنتم تعيشون ؟
--------
كلا لم تكن هنا
لترى الخوف في أعين الناس
فهل ستنجلي عنهم هذه الحرب اللعينة
دون صدام ؟
ونظراتهم التي تظهر أكثر مما تخفي
ومما تدمع
كيف انهم يريدون أن يتخلصوا من الحزب
ومما كان يدخر لهم من القمع
ولكن لا أحد يتجرأ على قول ذلك
فمن يا ترى سيسمع ؟